November 22, 2007

Cardiac Catheter

.
.
"The roots of education are bitter, but the fruit is sweet" Aristotle
......................................................................................................................................................................................................................
.
.
في قسم المسالك البولية بإحدى المستشفيات القريبة من العاصمة الألمانية برلين جلس الطبيب الألماني الشاب فورسمان.1
Werner Theodor Otto Forssmann
وحيدا في غرفة الاطباء,فلقد كان الوقت متأخرا, وخلد معظم المرضى للنوم,ولم يجد الطبيب الشاب شيئا يفعله سوى العبث ببعض القساطر البوليه التي كانت أمامه على المكتب,فأخذ يقلب فيها تارة ويتأملها تارة أخرى...وبينما هو كذلك إذ خطر بباله سؤال((ترى أين يذهب السائل بعد أن نقوم بحقنه في وريد المريض؟))....ثم لا يلبث أن يجيب على نفسه((بالطبع يسير في الأوردة متجها نحو القلب وهناك يقوم القلب بضخه مع الدم إلى جميع أنسجة وأعضاء الجسم))...ولكن فجأة برقت عينا (فورسمان)فقد خطر بباله سؤال اخر((ولكن ماذا سيحدث لو أنناأدخلنا بدلا من السائل جسما صلبا؟؟))....لم ينتظر فورسمان إجابة على سؤاله في هذه المرة ... و لم يحاول حتى أن يخمن ما يمكن أن يحدث ...بل لقد أسرع بعمل جرح في وريد مرفقه
Antecubital vein
ثم أمسك بأحد القساطر المستخدمة في توسيع الحالب
Ureteric catheter
والتي يبلغ طولها65سم ,وقام بإدخالها في وريده ...وظل يدفع القسطرة في وريده شيئا فشيئا إلى أن أحس بشيء ما في قلبه.1
.

هب فورسمان من مكانه مسرعا نحو غرفة الأشعة السينية وهناك قام بتصوير نفسه....وعندما أمسك بأفلام الأشعة ليفحصها كانت المفاجأة ......... فلقد اكتشف فورسمان أن طرف القسطرة قد وصل إلى الأذين الأيمن لقلبه.1
.

.
بالطبع لم يستطع فورسمان النوم في ليلته هذه, بل لقد انتظر قدوم الصباح بفارغ الصبر.وما إن طلع الصباح حتى أسرع فورسمان إلى غرفة مدير المستشفى ليطلعه على ما حدث,إلا أن مدير المتسشفى ما إن سمع منه القصة ورأى صور الأشعة حتى ثارت ثورته وقام بطرده ومنعه من العمل بدعوى أنه شخص غير مسؤول عن تصرفاته. 1
.
وبالرغم من أن فورسمان قد خسر وظيفته كطبيب إلا أنه قرر المضي قدما فيما بدأ...فقام بتكرار التجربة على نفسة مرات ومرات .......وبعد أكثر من سبعة عشر محاولة قام بها فورسمان على نفسه استخدم خلالها كل أوردة جسمه, حتى إنه لم يبق في جسمه وريدا واحدا إلا وبه جروح من أثر إدخال القسطرة فيه...قرر فورسمان أخيرا أن يكمل تجاربه على الحيوانات
.1
.
قام فورسمان بعد ذلك بنشر ورقة بحثية عرض فيها لما توصل له من نتائج وبين امكانية استخدام هذه الطريقة في قياس
ضغط الدم داخل القلب وكذلك في حقن الصبغات داخل القلب لإظهار تفاصيل أكثر دقة عن القلب في صور الأشعة السينية, إلا أن ردة فعل الوسط الطبي على ورقته البحثية لم تكن بأفضل من ردة فعل مدير المستشفى الذي كان يعمل به, فقد تم اتهامه بالطيش والتهور وعدم المسؤوليه...وبذلك كان المصير الطبيعي لأبحاث فورسمان هو الاهمال وعدم الاهتمام.1
.
.
في هذا الوقت ...اشتعلت نار الحرب العالمية الثانية...فانضم فورسمان لصفوف الجيش الألماني حيث التحق بسلاح الأطباء....إلا أنه سقط أسيرا في قبضة الأعداء,وظل سجينا حتى عام 1945م حيث تم إطلاق سراحه...وبعد الحرب اضطر فورسمان للعمل كحطاب لفترة من الوقت, إلا أنه سرعان ما عاد للعمل كطبيب مرة أخرى.1
لم يكن يعلم فورسمان في ذلك الوقت أن ورقته البحثية قد لفتت انتباه عالمين أمريكيين من جامعة كولومبيا وهما
Dickinson Woodruff Richards
André Frédéric Cournand

حيث عكف هذان العالمان على دراسة نتائج أبحاث فورسمان باهتمام شديد,ليس هذا فحسب بل قد قاما كذلك بتطوير وسائل وأساليب مختلفة لاستخدام طريقة فورسمان الجديدة في تشخيص وعلاج أمراض القلب المختلفة.1
.
.
وفي عام 1956م تلقى فورسمان اتصالا هاتفيا
الو .....السيد فورسمان
نعم ..أنا هو
أنا السكرتير العام للأكاديمية الملكية السويدية...أود أن أقول لك إن هذه اللحظة,هي اخر لحظة ستنعم فيها بالهدوء في حياتك
عذرا...لم أفهم قصدك
تهانينا ...لقد قررت الأكاديمية الملكية السويدية منحك جائزة نوبل في الطب لهذا العام تقديرا لجهودك في اكتشاف وتطوير قسطرة القلب
.
.
وبالفعل فقد حصل فورسمان في عام1956على جائزة نوبل في الطب مناصفة مع كل من العالمين الأمريكيين
André Frédéric Cournand
Dickinson Woodruff Richards
.
.
.
عمرو أبوالحسن
Amr Abul_hasan

.

.

3 comments:

mariam said...

It,s right....but i think the root of education not bitter.........

3mooooooooooooooooor said...

جميل هو الكفاح العلمي ...ألا تلاحظ يالورد أن الأفكار الجديدة دائما ماتكون منبوذة؟كم هو مؤسف أن يعرف العالم قيمة الباحث متأخرا...إنه قدر العباقرة والمتميزين ياصديقي..ينبذهم الناس لا لشيء إلا لأنهم فكروا بطريقة مختلفة ونظروا للأمر من زاوية أخرى......1
أتمنى لك أن تحظى بالافكار التي تجعلك منبوذا الأن ولكنها تؤهلك بعد نيف من الزمان والعمل في الحطب أن تحصل على نوبل!!!!!!!!هاهاهاهاهاها
الموضوع ده لذيذ خالص

ABUL_HASAN said...

يالورد...انتم السابقون ونحن اللاحقون...يعني ان شاء الله نتقابل بعد كام سنة في السويد..ونسلم على ملك السويد مع بعض