November 22, 2007

Cardiac Catheter

.
.
"The roots of education are bitter, but the fruit is sweet" Aristotle
......................................................................................................................................................................................................................
.
.
في قسم المسالك البولية بإحدى المستشفيات القريبة من العاصمة الألمانية برلين جلس الطبيب الألماني الشاب فورسمان.1
Werner Theodor Otto Forssmann
وحيدا في غرفة الاطباء,فلقد كان الوقت متأخرا, وخلد معظم المرضى للنوم,ولم يجد الطبيب الشاب شيئا يفعله سوى العبث ببعض القساطر البوليه التي كانت أمامه على المكتب,فأخذ يقلب فيها تارة ويتأملها تارة أخرى...وبينما هو كذلك إذ خطر بباله سؤال((ترى أين يذهب السائل بعد أن نقوم بحقنه في وريد المريض؟))....ثم لا يلبث أن يجيب على نفسه((بالطبع يسير في الأوردة متجها نحو القلب وهناك يقوم القلب بضخه مع الدم إلى جميع أنسجة وأعضاء الجسم))...ولكن فجأة برقت عينا (فورسمان)فقد خطر بباله سؤال اخر((ولكن ماذا سيحدث لو أنناأدخلنا بدلا من السائل جسما صلبا؟؟))....لم ينتظر فورسمان إجابة على سؤاله في هذه المرة ... و لم يحاول حتى أن يخمن ما يمكن أن يحدث ...بل لقد أسرع بعمل جرح في وريد مرفقه
Antecubital vein
ثم أمسك بأحد القساطر المستخدمة في توسيع الحالب
Ureteric catheter
والتي يبلغ طولها65سم ,وقام بإدخالها في وريده ...وظل يدفع القسطرة في وريده شيئا فشيئا إلى أن أحس بشيء ما في قلبه.1
.

هب فورسمان من مكانه مسرعا نحو غرفة الأشعة السينية وهناك قام بتصوير نفسه....وعندما أمسك بأفلام الأشعة ليفحصها كانت المفاجأة ......... فلقد اكتشف فورسمان أن طرف القسطرة قد وصل إلى الأذين الأيمن لقلبه.1
.

.
بالطبع لم يستطع فورسمان النوم في ليلته هذه, بل لقد انتظر قدوم الصباح بفارغ الصبر.وما إن طلع الصباح حتى أسرع فورسمان إلى غرفة مدير المستشفى ليطلعه على ما حدث,إلا أن مدير المتسشفى ما إن سمع منه القصة ورأى صور الأشعة حتى ثارت ثورته وقام بطرده ومنعه من العمل بدعوى أنه شخص غير مسؤول عن تصرفاته. 1
.
وبالرغم من أن فورسمان قد خسر وظيفته كطبيب إلا أنه قرر المضي قدما فيما بدأ...فقام بتكرار التجربة على نفسة مرات ومرات .......وبعد أكثر من سبعة عشر محاولة قام بها فورسمان على نفسه استخدم خلالها كل أوردة جسمه, حتى إنه لم يبق في جسمه وريدا واحدا إلا وبه جروح من أثر إدخال القسطرة فيه...قرر فورسمان أخيرا أن يكمل تجاربه على الحيوانات
.1
.
قام فورسمان بعد ذلك بنشر ورقة بحثية عرض فيها لما توصل له من نتائج وبين امكانية استخدام هذه الطريقة في قياس
ضغط الدم داخل القلب وكذلك في حقن الصبغات داخل القلب لإظهار تفاصيل أكثر دقة عن القلب في صور الأشعة السينية, إلا أن ردة فعل الوسط الطبي على ورقته البحثية لم تكن بأفضل من ردة فعل مدير المستشفى الذي كان يعمل به, فقد تم اتهامه بالطيش والتهور وعدم المسؤوليه...وبذلك كان المصير الطبيعي لأبحاث فورسمان هو الاهمال وعدم الاهتمام.1
.
.
في هذا الوقت ...اشتعلت نار الحرب العالمية الثانية...فانضم فورسمان لصفوف الجيش الألماني حيث التحق بسلاح الأطباء....إلا أنه سقط أسيرا في قبضة الأعداء,وظل سجينا حتى عام 1945م حيث تم إطلاق سراحه...وبعد الحرب اضطر فورسمان للعمل كحطاب لفترة من الوقت, إلا أنه سرعان ما عاد للعمل كطبيب مرة أخرى.1
لم يكن يعلم فورسمان في ذلك الوقت أن ورقته البحثية قد لفتت انتباه عالمين أمريكيين من جامعة كولومبيا وهما
Dickinson Woodruff Richards
André Frédéric Cournand

حيث عكف هذان العالمان على دراسة نتائج أبحاث فورسمان باهتمام شديد,ليس هذا فحسب بل قد قاما كذلك بتطوير وسائل وأساليب مختلفة لاستخدام طريقة فورسمان الجديدة في تشخيص وعلاج أمراض القلب المختلفة.1
.
.
وفي عام 1956م تلقى فورسمان اتصالا هاتفيا
الو .....السيد فورسمان
نعم ..أنا هو
أنا السكرتير العام للأكاديمية الملكية السويدية...أود أن أقول لك إن هذه اللحظة,هي اخر لحظة ستنعم فيها بالهدوء في حياتك
عذرا...لم أفهم قصدك
تهانينا ...لقد قررت الأكاديمية الملكية السويدية منحك جائزة نوبل في الطب لهذا العام تقديرا لجهودك في اكتشاف وتطوير قسطرة القلب
.
.
وبالفعل فقد حصل فورسمان في عام1956على جائزة نوبل في الطب مناصفة مع كل من العالمين الأمريكيين
André Frédéric Cournand
Dickinson Woodruff Richards
.
.
.
عمرو أبوالحسن
Amr Abul_hasan

.

.

November 13, 2007

Percussion

.
.

"Eureka! Eureka!- I have found it!"Archimedes
...................................................................................................................................................................................................................... .
.
النمسا1722م,إنهما المكان والزمان اللذان ولد فيهما الطبيب النمساوي
Josef Leopold Auenbrugger
كان والده عاملا بأحد الفنادق,إلا أنه كان شديد الحرص على أن يتلقى ابنه أفضل تعليم متاح في ذلك الوقت,وبالفعل فقد اجتاز(ليوبولد)مراحله التعليمية الأولى بنجاح ليسافر بعدها إلى العاصمة النمساوية(فيينا),وهناك التحق بالجامعة وقرر دراسة الطب.....اصبح(ليوبولد)طبيبا وهو مايزال في الثانية والعشرين من عمره,ثم عمل بالمستشفى العسكري الاسباني بفيينا لمدة عشرة سنوات.1
.

.
وفي عام1754م,.أعلن (ليوبولد)عن اكتشافه لطريقة جديدة في فحص المرضى,حيث أوضح أنه يمكن للطبيب أن يتعرف على بنية الأنسجة الداخلية للجسم ومدى ما بها من تلف عن طريق قيامه بالطرق بأطراف أصابعه على صدر المريض وملاحظة الصوت الناتج عن ذلك.1
وقد أطلق(ليوبولد)على طريقته الجديدة اسم
Percussion
وقد أرجع اكتشافه لهذه الطريقة إلى طفولته حيث كان يراقب والده وهو يقوم بالطرق بأصابعه على البراميل المستخدمة لحفظ الخمور ليعرف إلى أي مستوى يبلغ ارتفاع السائل في هذه البراميل...فقد كانت طبيعة الصوت تتغير عند الانتقال من الجزء السفلي المملوء بالسائل إلى الجزء العلوي الفارغ.1
وقد أكد(ليوبولد)نظريته الجديدة باجرائه العديد من التجارب على جثث الموتى,حيث كان يقوم بحقن التجويف البلوري لرئة الموتى
Pleural cavity
بالسائل, ثم يقوم بتطبيق طريقته الجديدة في الفحص,وفي كل مرة فعل فيها ذلك استطاع (ليوبولد)أن يحدد مستوى السائل بدقة.1
قام(ليوبولد)في عام 1761بنشر ما توصل إليه من نتائج,إلا أن أحدا لم يهتم بما نشره في ذلك الوقت,وظلت هذه الطريقة غير شائعة وغير مستخدمة لفترة من الزمن ..............................................حتى عام1808م حيث قام
Jean-Nicolas Corvisart

.
والذي كان طبيبا بارعا في أمراض القلب,وأصبح فيما بعد الطبيب الخاص لنابوليون بونابرت, بترجمة ما توصل إليه(ليوبولد)من اللغة اللاتينية إلى اللغة الفرنسية, ليس هذا فحسب بل لقد كان حريصا كل الحرص على أن يعلم هذه الطريقة الجديدة إلى تلاميذه,واللذين كان من بينهم (رينيه لينيك)الذي اخترع السماعة الطبية فيما بعد.1
.
لم تقتصر اسهامات(ليوبولد)في الطب عند هذا الحد بل لقد لاحظ أيضا أنه يمكن للطبيب أن يتعرف على حالة النسيج الرئوي بواسطة وضع يده على صدر المريض وملاحظة الاهتزازات الناتجة عن كلام المريض أو مع نفسه وهو ما نطلق عليه اليوم
Tactile Vocal Fremitus
كما ارتبط اسمه ايضا ب
Auenbrugger's sign= a bulging of the epigastric region in the thorax, in cases of large effusions of the pericardium, the membrane which envelops the heart.
.......................................................................................
وقد شهدت طريقة(ليوبولد)الجديدة العديد من التطورات منذ اكتشافها حتى يومنا هذا,ففي البداية قام أحد الأطباء باخترع الة اسماها
pleximeter
وهي عبارة عن قطعة مسطحة من الخشب أو العاج يبلغ طولها 2 انش وعرضها انش واحد,توضع على صدر المريض ويتم الطرق عليها بواسطة مطرقة خاصة
percussion hammer
وهي تشبه المطرقة التي نستخدمها لفحص ردود الفعل عند المرضى المصابين بالاضطرابات العصبية
Reflex hammer
.
.
.
ثم حدث تطور اخر,فلتسهيل هذه الطريقة في الفحص قام أحد الأطباء بإحاطة قاعدة الطرف الأذني للسماعة الطبية الكلاسيكية (الاسطوانية) بقطعة دائرية من المطاط لاستخدامها في عملية الطرق, وبالتالي لم تصبح السماعة الطبية أداة للسمع فقط بل لقد عملت عمل المطرقة كذلك.1
.
.
وفي عام 1860م تم اختراع جهاز أطلق عليه اسم
Sibson's percussor-pleximeter
وهو عبارة عن مطرقة و
pleximeter
تم جمعهما في جهاز واحد,إلا أن هذا الجهاز لم يستخم لفترة طويلة,وهو موجود حاليا ضمن مقتنيات متحف العلوم البريطاني بلندن.1
.
.
والان وبرغم أننا في الالفية الثالثة ,إلا إننا مازلنا نستخدم طريقة(ليوبولد) كجزء اساسي من مراحل الفحص السريري
Inspection
Palpation
Percussion
&Auscultation
.
.
عمرو أبوالحسن
Amr Abul_hasan
.
.
.

October 29, 2007

The Stethoscope(2)

.
.
"God always takes the simplest way"Albert Einstein
......................................................................................................................................................................................................................
.

شهدت السماعة الطبية الكثير من مراحل التطور
ففي البداية كان الطبيب يضع أذنه مباشرة على صدر المريض وهو ما كان يسمى ب
immediate auscultation

.
.
ثم اخترع (رينيه لينيك)السماعة الطبية والتي كانت عبارة عن أسطوانة من الخشب يبلغ طولها30سم وقد أطلق على
طريقته هذه اسم
Mediate auscultation
.
.
وأخذت السماعة الطبية تتطور شيئا فشيئا..... من حيث الشكل والحجم , وبالطبع من حيث الجودة والكفاءة
.
.
.
.
.
.
.
.
إلى أن جاء هذا الرجل.....................................................؟
.
.
الذي نشر في عام1961م مقالا في أحد الجرائد العلمية الأمريكية
the Journal of the American Medical Association
قدم فيه رؤيته للكيفية التي يجب أن تكون عليها سماعة الطبيب أو بصورة أخرى السماعة الطبية المثالية
The Ideal stethoscope
وجاء في مقاله((لابد للسماعة المثالية , أن يكون الطرف الصدري منها مكون من وجهين , وجه مفتوح ويستخدم لسماع الأصوات ذات الترددات المنخفضة , ووجه اخر مغلق ومسطح ومغطى بالبلاستيك اليابس ويستخدم لسماع الأصوات ذات الترددات العالية ......كما أن أنبوب التوصيل الصوتي الذي يصل بين الطرفين الصدري والأذني لابد وأن يكون أقصر طولا وأكثر تماسكا ويحوي بداخله على ممر واحد فقط للصوت.....أما الجزء الأذني من السماعة فلابد وأن يكون به قدر من الشد يتيح لها الإمساك بالأذن بشكل جيد....كما أن السماعة في مجملها لابد وأن تكون أخف وزنا,وأسهل في الحمل والاستخدام)).1
هذا الرجل هو طبيب أمراض القلب المشهور
David Littmann
والذي توفي عام1981م عن عمر يناهز74عاما.......و بعد أكثر من 30 محاولة كانت نتائجها غير مرضية, نجح الدكتور( ديفيد ليتمان) في الوصول إلى هدفه
.
.
وبذلك وضع(ليتمان)الأساس الذي لا يزال يستخدم حتى يومنا هذا في صناعة السماعات الطبية في العالم كله.......ولازلنا حتى يومنا هذا نستخدم سماعته الطبية والتي اتخذت من(أول حرف من اسمه) شعارا لها
.
.
عمرو أبوالحسن
Amr Abul_hasan
.
.
.

October 27, 2007

The Stethoscope(1)

.
.
"If I have seen further, it is by standing on the shoulders of Giants."Sir Isaac Newton
......................................................................................................................................................................................................................
.
.
و((كانت المفاجأة فالصوت لم ينتقل فحسب,بل لقد أصبح أعلى مما كان عليه وأكثر وضوحا)).....إنها ليست كلماتي أنا بل كلماته هو ...إنه الطبيب الفرنسي الشاب(رينيه لينيك) فما هي قصته؟
René-Théophile-Hyacinthe Laënnec
ولد(رينيه) سنة 1681م وعندما بلغ السادسة من عمره توفيت والدته نتيجة إصابتها بمرض السل الرئوي والذي كان منتشرا بشكل كبير جدا في ذلك الوقت,ولما لم يكن والده قادرا على رعايته رعاية تامة نظرا لظروف عمله بالجيش الفرنسي ,فقد انتقل(رينيه) الي بيت عمه الذي كان يعمل طبيبا, وهناك قام عمه برعايته وتربيته حتى كبر
لم تكن صحة الطفل(رينيه)بالجيده فقد كان مصابا بمرض الربو الشعبي, كما أنه كثيرا ما كانت تصيبه نوبات من الإعياء الشديد استمرت معه طيلة حياته
وعندما أصبح (رينيه)شابا يافعا قرر الالتحاق بكلية الطب,وربما كان لموت والدته بمرض السل الرئوي أثر كبير في اتخاذه لهذا القرار.........وبالفعل تخرج الشاب(رينيه) في كلية الطب....وعمل طبيبا......ولكن ظروفه الصحية المتعسرة اضطرته إلى التوقف عن عمله كطبيب لفترة من الوقت قضاها في دراسة اللغة اللاتينية وممارسة هواياته المفضلة ككتابة الشعر والرقص والعزف على الة الفلوت ....إلا أن والده شجعه على العودة مرة أخرى لدراسة الطب والعمل به...وقد كان هذا رأيا موفقا إلي أبعد الحدود فقد عاد على(رينيه)بصفة خاصة وعلى الطب بصفة عامة بالخير الكثير
.
.
ففي عام1816م وبينما كان الطبيب الشاب(رينيه لينيك) يقوم بفحص إحدى السيدات وكانت مصابة بمرض في القلب,وجدأنه- وبعد الانتهاء من فحصها- لم يحصل على المعلومات الكافية التي تتيح له الوصول إلى تشخيص نهائي لحالتها,وكانت الوسيلة الوحيدة التي يمكنه أن يلجأ إليها بعد ذلك هي الاستماع إلى قلبها,وكان هذا يتم في ذلك الوقت
بأن يضع الطبيب أذنه مباشرة على صدر المريض وهو ما كان يسمى ب
immediate auscultation
وهي الطريقة التي كانت متبعة منذ عهد أبي قراط......ولكن(رينيه لينيك)كان شابا خجولا,فتحرج أن يضع أذنه مباشرة على صدر هذه السيدة الشابة,وبالتالي فهو لم يستطع أن يتم فحصه للحالة ولا أن يصل إلى تشخيص نهائي لها
خرج(رينيه) من غرفة الفحص وبينما كان يسير في الخارج تذكر ذلك اليوم الذي كان يسير فيه بين أشجار حدائق اللوفر
بباريس,حيث رأى طفلين يلهوان بلوح طويل من الخشب,وقف أحدهما عند أحد طرفيه وأخذ يرسل بإشارات صوتية عن طريق حكه بإبرة كانت في يده,بينما أخذالطفل الثاني يستقبل هذه الإشارات بوضع أذنه على الطرف الاخرلللوح الخشبي....عندها خطرت للطبيب الشاب فكرة,فأسرع إلى غرفته وقام بلف مجموعة من الأوراق على شكل مخروطي,وعندما وضع أحد طرفيها على صدر المريضة ووضع أذنه على الطرف الاخر أكتشف أن الصوت لم ينتقل فحسب بل لقد أصبح أعلى وأكثر وضوحا مما كان عليه.
قام(رينيه)بعد ذلك بصنع أول سماعة طبية, وكانت عبارة عن اسطوانة من الخشب يبلغ طولها 30سم ومفرغة من الداخل وأطلق عليها اسم

stethoscope
وهي مأخوذة من الكلمتين اللاتينيتين

Stethos=chest
Skopein=explore\or\I see

وقد قام (رينيه)بوصف طريقته الجديدة في الاستماع والتي أطلق عليها
Mediate auscultation

في كتاب ألفه بعنوان
De l'auscultation mediate

وترجمته بالانجليزية
On Mediate Auscultation

.

.
كما وصف(رينيه)في كتابه هذا ولأول مرة الأصوات الغير طبيعية التي يمكنك أن تسمعها في حالات أمراض الصدر المختلفة مثل
(Rales,Rhonchi,Bronchial breathing,Bronchophony&Egophony)
وهي مصطلحات لازلنا نستخدمها حتى يومنا هذا ليس هذا فحسب , بل لقد أتاحت له سماعته الاسطوانية القيام بدراسات رائعة عن مرض السل والذي كان منتشرا بشكل مخيف في ذلك الوقت ,حتى أنه قضى على أقرب الناس إليه وعلى رأسهم والدته وأخيه وعمه الذي كان مستشاره ومعلمه وناصحه,وقد أثبت (رينيه)في أبحاثه أن مرض السل يمكن أن يصيب كل أعضاء جسم الإنسان,ولكنه لم يكن يعتقد أبدا في أنه مرض معد
.
.
لم تقتصر أبحاث الطبيب الشاب(رينيه)على أمراض الصدر فقط,فهو وعلى الرغم من أن المعلومات التي كانت متاحة في ذلك الوقت عن فسيولوجيا القلب كانت ضئيلة جدا,إلا أنه كان أول من وصف الصوت الأول والثاني لعضلة القلب,وقد نسب الصوت الثاني إلى انغلاق الصمامين الأبهر(الأورطي)والرئوي,وكان أول من وصف اللغط القلبي
Murmurs
كما كان ل(رينيه)أبحاث متميزة عن التليف الكبدي ..وهو اول من أطلق على هذا المرض اسم
Cirrhosis
وهو مأخوذ من الكلمة اللاتينية
Kirrhos=Tawny
إشارة إلى الحبيبات السمراء التي تظهر في نسيج الكبد المصاب بالتليف,ولا زلنا حتي يومنا هذا نستخدم المصطلح
Laënnec’s Cirrhosis
وكان(رينيه)أيضا أول من وصف الثنائيات
Metastasis
المتكونة في رئة المريض المصاب ب
Melanoma
وهو أيضا الذي أعطى هذا المرض اسمه.....وهناك الكثير من الأمراض والعلامات المرتبطة باسمه والتي مازلنا نستخدمها حتى الان مثل
(Laënnec's pearls)&(Laënnec's thrombus)
.
.
لقد ظلت سماعة(رينيه)الاسطوانية تستخدم حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر,واستحق(رينيه)بجدارة لقب
Father of clinical auscultation&
Father of modern knowledge of pulmonary diseases
.
.
وفي عام1826م وعندما بلغ (رينيه)الخامسة والأربعين من عمره,بدأت صحته في التدهور الشديد ,وبدأ يعاني من الحمى والسعال وضيق التنفس....فاضطر إلى ترك عمله كطبيب ومغادرة باريس للعلاج,إلا أن صحته ازدادت سوءا
وفي أيام مرضه الأخيرة طلب(رينيه)من ابن أخيه

(Mériadec)
أن يضع سماعته الاسطوانية على صدره ويصف له ما يسمعه من أصوات........وكانت المفاجأة.......فالاصوات لم تكن أبدا غريبة......بل لقد كانت مألوفة جدا.....إنها نفس الأصوات التي سمعها (رينيه)الاف المرات.......ولم يعد ثمة شك في أن هذا الطبيب العظيم يموت الان بنفس المرض الذي أفرد له جزءا كبيرا من كتابه وقضى طيلة عمره في دراسته.......لقد مات (رينيه)بمرض السل الرئوي
.
جاء في وصيته التي كتبها قبل وفاته بقليل((أوصي بكل أبحاثي وكتبي العلمية إلى ابن أخي ,كما أوصي له بساعتي وخاتمي,وفوق هذا كله أوصي له بأغلى شيء و أعظم شيء في تركتي ألا وهو سماعتي الطبية)).ا

.
عمرو أبوالحسن
Amr Abul_hasan
.
.
.

August 30, 2007

knowledge

.
.
" Knowledge is power"Sir Francis Bacon
......................................................................................................................................................................................................................
.
بسم الله الرحمن الرحيم ........بسم ربي الذي خلق ,خلق الانسان من علق ...بسم ربي الأكرم, الذي علم بالقلم...علم
الانسان ما لم يعلم..........بسم الله الرحيم الرحمن...منزل القران , خالق الانسان, معلمه البيان.......أبدأ مدونتي هذه
.
ولكن لي
كلمة قبل التدوين00000لقد عشت دائما أؤمن بأن أعظم قوة في حياتنا هذه هي قوة الإيمان والعلم....فما من شيء أعظم من قلب مؤمن, وما من قوة تفوق قوة العلم والمعرفة.....ولذا فقد جعلت منهما هدفا لي في حياتي....وسأسعى-بإذن الله تعالى وحوله وقوته-إلى أن أنهل منهما حتى أبلغ أعلى الدرجات, وحتى لولم أستطع ذلك فسيظل حبي للإيمان وأهله وعشقي للعلم وصحبه, يغمر قلبي ويزينه وينير صدري ويملأه.............وسأظل مادمت حيا أقدر كل مؤمن وساع للإيمان,وأجل كل عالم وطالب علم,وحسبي ما أجده في ذلك من متعة بالغة وسعادة غامرة
.
من هنا كانت الفكرة...فكرة انشاء مدونة (علمية)....أحاول من خلالها أن أبحث عن تلك الروح (روح العلم)التي بحثت عنها كثيرا في مدرجات الجامعة فلم أجدها وفتشت عنها كثيرا في كتب الدراسة فلم أعثر لها على أثر....أحاول هنا أن أعيش العلم..أن أغوص في أعماقه...أن أستعيد لذته.... أن أسافر في تاريخه, وأرقب تطوره..........أحاول هنا أن أرى العلم وهو يتحرك وهو ينمو وهو يتفاعل.......أحاول هنا أن أبحر في عقول المبدعين وأجوب في مخيلتهم......أن أقرأ نظرتهم للعلم وفلسفتهم في الحياة.........لعلي أصل في النهايه إلى الغاية الكبرى ألا وهي (الحكمة)التي قال عنها ربنا جل وعلا وهو العلـيم العـلام الأعـلم(ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)صدق الله العظيم
.
وبالطبع فأنا أعلم جيدا أني لن أنجح في كل ماذكرت...ولكن حتى لو حدث ذلك فحسبي أني عرضت للفكرة وحاولت تطبيقها...ومن يدري فلعلها تلهم ذات يوم شخصا أو ثلة من الأشخاص يؤمنوا بها,ويعملوا على تطبيقهاوتطويرها,والوصول بهاإلى الغاية المقصودة و الهدف المنشود....وعندها سيكون النجاح.....إذ ليس المهم الأن من سيصل إلى الهدف بقدرأن نصل إلى الهدف
.
ونظرا لأاني أعمل في مجال الطب فمن الطبيعي أن تكون جل موضوعات هذه المدونة لها علاقة بالطب وعلومه...أما باقي العلوم الأخرى فسيكون غيري من أصحاب التخصصات الأخرى أقدر مني على الحديث عنها والخوض فيها
.
وكل ماأطمع فيه وأطلبه ممن وقع بصره على هذه الأسطر من مدونتي أن يساعدني ولوحتى براي....صحيح أنك ربما لا تحصل من مدونتي على الكثير من الفائده ولا حتى على القليل منها..ولكن كن واثقا بأن أي معلومة تعلمها إياي أو أي رأي تشير به علي سيفيدني كثيرا بل وسيضيف إلي الكثير....والله أسأل أن يوفقنا جميعا للخير والفلاح....والحمد لله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.1
.
.
.
عمرو ابوالحسن
.
.
.