October 27, 2007

The Stethoscope(1)

.
.
"If I have seen further, it is by standing on the shoulders of Giants."Sir Isaac Newton
......................................................................................................................................................................................................................
.
.
و((كانت المفاجأة فالصوت لم ينتقل فحسب,بل لقد أصبح أعلى مما كان عليه وأكثر وضوحا)).....إنها ليست كلماتي أنا بل كلماته هو ...إنه الطبيب الفرنسي الشاب(رينيه لينيك) فما هي قصته؟
René-Théophile-Hyacinthe Laënnec
ولد(رينيه) سنة 1681م وعندما بلغ السادسة من عمره توفيت والدته نتيجة إصابتها بمرض السل الرئوي والذي كان منتشرا بشكل كبير جدا في ذلك الوقت,ولما لم يكن والده قادرا على رعايته رعاية تامة نظرا لظروف عمله بالجيش الفرنسي ,فقد انتقل(رينيه) الي بيت عمه الذي كان يعمل طبيبا, وهناك قام عمه برعايته وتربيته حتى كبر
لم تكن صحة الطفل(رينيه)بالجيده فقد كان مصابا بمرض الربو الشعبي, كما أنه كثيرا ما كانت تصيبه نوبات من الإعياء الشديد استمرت معه طيلة حياته
وعندما أصبح (رينيه)شابا يافعا قرر الالتحاق بكلية الطب,وربما كان لموت والدته بمرض السل الرئوي أثر كبير في اتخاذه لهذا القرار.........وبالفعل تخرج الشاب(رينيه) في كلية الطب....وعمل طبيبا......ولكن ظروفه الصحية المتعسرة اضطرته إلى التوقف عن عمله كطبيب لفترة من الوقت قضاها في دراسة اللغة اللاتينية وممارسة هواياته المفضلة ككتابة الشعر والرقص والعزف على الة الفلوت ....إلا أن والده شجعه على العودة مرة أخرى لدراسة الطب والعمل به...وقد كان هذا رأيا موفقا إلي أبعد الحدود فقد عاد على(رينيه)بصفة خاصة وعلى الطب بصفة عامة بالخير الكثير
.
.
ففي عام1816م وبينما كان الطبيب الشاب(رينيه لينيك) يقوم بفحص إحدى السيدات وكانت مصابة بمرض في القلب,وجدأنه- وبعد الانتهاء من فحصها- لم يحصل على المعلومات الكافية التي تتيح له الوصول إلى تشخيص نهائي لحالتها,وكانت الوسيلة الوحيدة التي يمكنه أن يلجأ إليها بعد ذلك هي الاستماع إلى قلبها,وكان هذا يتم في ذلك الوقت
بأن يضع الطبيب أذنه مباشرة على صدر المريض وهو ما كان يسمى ب
immediate auscultation
وهي الطريقة التي كانت متبعة منذ عهد أبي قراط......ولكن(رينيه لينيك)كان شابا خجولا,فتحرج أن يضع أذنه مباشرة على صدر هذه السيدة الشابة,وبالتالي فهو لم يستطع أن يتم فحصه للحالة ولا أن يصل إلى تشخيص نهائي لها
خرج(رينيه) من غرفة الفحص وبينما كان يسير في الخارج تذكر ذلك اليوم الذي كان يسير فيه بين أشجار حدائق اللوفر
بباريس,حيث رأى طفلين يلهوان بلوح طويل من الخشب,وقف أحدهما عند أحد طرفيه وأخذ يرسل بإشارات صوتية عن طريق حكه بإبرة كانت في يده,بينما أخذالطفل الثاني يستقبل هذه الإشارات بوضع أذنه على الطرف الاخرلللوح الخشبي....عندها خطرت للطبيب الشاب فكرة,فأسرع إلى غرفته وقام بلف مجموعة من الأوراق على شكل مخروطي,وعندما وضع أحد طرفيها على صدر المريضة ووضع أذنه على الطرف الاخر أكتشف أن الصوت لم ينتقل فحسب بل لقد أصبح أعلى وأكثر وضوحا مما كان عليه.
قام(رينيه)بعد ذلك بصنع أول سماعة طبية, وكانت عبارة عن اسطوانة من الخشب يبلغ طولها 30سم ومفرغة من الداخل وأطلق عليها اسم

stethoscope
وهي مأخوذة من الكلمتين اللاتينيتين

Stethos=chest
Skopein=explore\or\I see

وقد قام (رينيه)بوصف طريقته الجديدة في الاستماع والتي أطلق عليها
Mediate auscultation

في كتاب ألفه بعنوان
De l'auscultation mediate

وترجمته بالانجليزية
On Mediate Auscultation

.

.
كما وصف(رينيه)في كتابه هذا ولأول مرة الأصوات الغير طبيعية التي يمكنك أن تسمعها في حالات أمراض الصدر المختلفة مثل
(Rales,Rhonchi,Bronchial breathing,Bronchophony&Egophony)
وهي مصطلحات لازلنا نستخدمها حتى يومنا هذا ليس هذا فحسب , بل لقد أتاحت له سماعته الاسطوانية القيام بدراسات رائعة عن مرض السل والذي كان منتشرا بشكل مخيف في ذلك الوقت ,حتى أنه قضى على أقرب الناس إليه وعلى رأسهم والدته وأخيه وعمه الذي كان مستشاره ومعلمه وناصحه,وقد أثبت (رينيه)في أبحاثه أن مرض السل يمكن أن يصيب كل أعضاء جسم الإنسان,ولكنه لم يكن يعتقد أبدا في أنه مرض معد
.
.
لم تقتصر أبحاث الطبيب الشاب(رينيه)على أمراض الصدر فقط,فهو وعلى الرغم من أن المعلومات التي كانت متاحة في ذلك الوقت عن فسيولوجيا القلب كانت ضئيلة جدا,إلا أنه كان أول من وصف الصوت الأول والثاني لعضلة القلب,وقد نسب الصوت الثاني إلى انغلاق الصمامين الأبهر(الأورطي)والرئوي,وكان أول من وصف اللغط القلبي
Murmurs
كما كان ل(رينيه)أبحاث متميزة عن التليف الكبدي ..وهو اول من أطلق على هذا المرض اسم
Cirrhosis
وهو مأخوذ من الكلمة اللاتينية
Kirrhos=Tawny
إشارة إلى الحبيبات السمراء التي تظهر في نسيج الكبد المصاب بالتليف,ولا زلنا حتي يومنا هذا نستخدم المصطلح
Laënnec’s Cirrhosis
وكان(رينيه)أيضا أول من وصف الثنائيات
Metastasis
المتكونة في رئة المريض المصاب ب
Melanoma
وهو أيضا الذي أعطى هذا المرض اسمه.....وهناك الكثير من الأمراض والعلامات المرتبطة باسمه والتي مازلنا نستخدمها حتى الان مثل
(Laënnec's pearls)&(Laënnec's thrombus)
.
.
لقد ظلت سماعة(رينيه)الاسطوانية تستخدم حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر,واستحق(رينيه)بجدارة لقب
Father of clinical auscultation&
Father of modern knowledge of pulmonary diseases
.
.
وفي عام1826م وعندما بلغ (رينيه)الخامسة والأربعين من عمره,بدأت صحته في التدهور الشديد ,وبدأ يعاني من الحمى والسعال وضيق التنفس....فاضطر إلى ترك عمله كطبيب ومغادرة باريس للعلاج,إلا أن صحته ازدادت سوءا
وفي أيام مرضه الأخيرة طلب(رينيه)من ابن أخيه

(Mériadec)
أن يضع سماعته الاسطوانية على صدره ويصف له ما يسمعه من أصوات........وكانت المفاجأة.......فالاصوات لم تكن أبدا غريبة......بل لقد كانت مألوفة جدا.....إنها نفس الأصوات التي سمعها (رينيه)الاف المرات.......ولم يعد ثمة شك في أن هذا الطبيب العظيم يموت الان بنفس المرض الذي أفرد له جزءا كبيرا من كتابه وقضى طيلة عمره في دراسته.......لقد مات (رينيه)بمرض السل الرئوي
.
جاء في وصيته التي كتبها قبل وفاته بقليل((أوصي بكل أبحاثي وكتبي العلمية إلى ابن أخي ,كما أوصي له بساعتي وخاتمي,وفوق هذا كله أوصي له بأغلى شيء و أعظم شيء في تركتي ألا وهو سماعتي الطبية)).ا

.
عمرو أبوالحسن
Amr Abul_hasan
.
.
.

3 comments:

محروس said...

عشرة على عشرة يا عمووووووووووووووور

ABUL_HASAN said...

تلميذك يا معالي الباشا

noga said...

بارك الله فيك
دي فعلا معلومات اول مرة اعرفها
كويس ان احنا نعرف تاريخ مهنتنا